مع تمدده وانتشاره.. هل فشل "التحالف الدولي" في مواجهة "داعش"؟

الأربعاء 15/يوليو/2015 - 05:38 م
طباعة مع تمدده وانتشاره..
 
مع مواصلة الهجمات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا، فإنه حتى الآن لم يحقق أهدافه في القضاء على التنظيم الإرهابي.
مع تمدده وانتشاره..
يومًا عن الأخر يشن التحالف العديد والعديد من الغارات على مواقع التنظيم دون نتائج، وشنت مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أمس 29 غارة جوية ضد تنظيم "داعش" في محيط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بغرب العراق.
وجاء في بيان أصدرته القيادة المشتركة للائتلاف، أنها نفذت في 29 غارة جوية قرب الرمادي أصابت فيها 67 موقعا لتنظيم "داعش" ودمرت آليات عدة يستعملها التنظيم.
وأتت هذه الغارات قرب الرمادي من ضمن 39 غارة شنتها مقاتلات الائتلاف في مناطق مختلفة من العراق، في رقم يعد الأعلى منذ بدء الضربات الجوية ضد "داعش" في شهر أغسطس الماضي.
يذكر أن القيادة المشتركة للقوات العراقية قد أعلنت انطلاق عمليات تحرير الأنبار، وذلك بمشاركة الجيش والقوات الخاصة والشرطة والحشد الشعبي.
ووفقا لمدير دراسات الأمن الدولي في مركز أبحاث "روسي" أنه على الرغم من جميع هذه الضربات الجوية التي تستهدف "داعش" إلا أنها لم تردعها، فالغارات الجوية لديها تأثير كبير ولكنها لم تؤت بثمارها بحيث يمتد نفوذ "داعش" يومًا بعد يوم، ولم يستطع إيقافها قليلًا سوى القوات الكردية من وحدات حماية الشعب "YPG" عندما احتدمت الاشتباكات بينهما في الريف الجنوبي من مدينة كوباني الواقعة شمال سورية.
مع تمدده وانتشاره..
يذكر أن القيادة المشتركة للقوات العراقية قد أعلنت انطلاق عمليات تحرير الأنبار، وذلك بمشاركة الجيش والقوات الخاصة والشرطة والحشد الشعبي.
ووفقا لمدير دراسات الأمن الدولي في مركز أبحاث "روسي" أنه على الرغم من جميع هذه الضربات الجوية التي تستهدف "داعش" إلا أنها لم تردعها، فالغارات الجوية لديها تأثير كبير ولكنها لم تؤت بثمارها بحيث يمتد نفوذ "داعش" يومًا بعد يوم، ولم يستطع إيقافها قليلًا سوى القوات الكردية من وحدات حماية الشعب "YPG" عندما احتدمت الاشتباكات بينهما في الريف الجنوبي من مدينة كوباني الواقعة شمال سورية.
يذكر أن التحالف بدأ هجماته على التنظيم يوم 7 أغسطس 2014، بعد كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشعبه، قال فيها إن الأوضاع السيئة في العراق، والاعتداءات العنيفة الموجهة ضد الإيزيديين، أقنعتا الإدارة الأمريكية بضرورة تدخل قواتها "لحماية المواطنين الأمريكيين في المنطقة والأقلية الإيزيدية، إلى جانب وقف تقدم المسلحين إلى أربيل" عاصمة إقليم كردستان العراق.
في اليوم التالي قصفت طائرات أمريكية مستودع أسلحة تابعا للتنظيم ، وبعدها بيومين فقط، استعادت القوات الكردية بمساندة جوية أمريكية السيطرة على منطقتي مهمور وغوير قرب الموصل من يدي تنظيم الدولة، ليكون بذلك أول نجاح تحققه الغارات الأميركية على الأرض.
يوم 10 سبتمبر 2014، أعلن أوباما بدء شن الغارات في سوريا دون انتظار موافقة الكونجرس، وأمر بتكثيف الغارات في العراق.
يوم 19 سبتمبر ، دخلت فرنسا على خط المواجهة كثاني دولة تشارك في الحملة بتنفيذها عدة ضربات جوية ضد تنظيم الدولة، وكذلك أرسلت قوات خاصة إلى كردستان العراق لتدريب القوات الكردستانية على استعمال السلاح الذي أرسلته.
ويوم 23 سبتمبر، شنت كل من الولايات المتحدة والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات أولى غاراتها ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وعقب شن الغارات من جانب التحالف، زاد عدد دول التحالف حتى بلغ أكثر من عشرين، منها من تدخل في العراق وسوريا، وأخرى اكتفت بسوريا فقط، أو بالعراق فقط، وتنوعت أيضا أشكال التدخل، بين الغارات وإرسال قوات عسكرية للتدريب وتقديم النصح، والدعم اللوجستي.
مع تمدده وانتشاره..
واتفقت جميع الدول المشاركة بالتحالف على عدم إرسال قوات مقاتلة على الأرض، والاكتفاء فقط بتدريب وتسليح الجيش العراقي و"المعارضة السورية المعتدلة" والقوات الكردية.
وحتى الآن، لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد قتلي "داعش" في سوريا والعراق، ويستخدم التنظيم أسلحة صينية وأمريكية سيطر عليها من مخازن الجيش العراقي وقوات المعارضة التي تتلقى السلاح من واشنطن.
ومع عدم توافق الدول المشاركة في التحالف على استراتيجية واحدة، فإن كل المحاولات التي تقوم بها الدول لا تحقق نجاحًا نظرًا لعدم تجانس التحالف، ما أضعف الحرب على تنظم داعش، فغالبية البلدان في المنطقة التي تحارب ضد داعش لديها أجندات مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان، والتي قد تكون في نهاية المطاف متعارضة مع الأهداف الأمريكية.
من ناحية أخري فقد يكون عدم وضوح مواقف أعضاء التحالف تجاه الملف السوري يعتبر عقبة أخرى، فالتفجيرات ضدّ مواقع "داعش" في سوريا يمكن أن تساعد نظام بشار الأسد في استعادة سيطرته على المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي مجددًا، وما التقدم الأخير للجيش السوري في شمال حلب إلا تأكيد لهذا التخوف.
شاركت 42 دولة على الأقل بشن غارات جوية على "داعش"، فضلاً عن تدريب قوات شرق أوسطية لمحاربته، وفي الوقت ذاته، تشن العشرات من الجماعات الإسلامية المتناحرة حربًا دامية ضد "داعش" على الأرض، وعلى الرغم من حجم الكراهية تجاه تنظيم "داعش" إلا أن الجميع فشل في تدميره.
مع تمدده وانتشاره..
يعجز التحالف الدولي في التصدي لتوغل تنظيم داعش إلي الدول العربية، حيث تمكن التنظيم من الانتشار وتمديد نفوذه وتجنيد الآلاف من المقاتلين الأجانب إضافة إلى استقطاب منظمات متطرفة جديدة تحت جناحه، منذ المهمة الدولية التي بدأت في عملها نحو القضاء على "داعش".
يري مراقبون أن قوة التنظيم زادت بسبب الخطأ في المناطق المستهدفة حيث لا يتعرض "داعش" لضربات موجعة، مشيرين إلى أن عدد الدول التي تحارب "داعش" في سوريا والعراق أكثر من 60 دولة منها النمسا والسويد وايرلندا.
وأضافوا أنه منذ إعلان المملكة العربية السعودية وحلفائها من البحرين والأردن والإمارات العربية المتحدة بشن غارات جوية على "داعش" في سبتمبر من عام 2014 فإن الولايات المتحدة باتت مسؤولة عن 60% من الغارات البالغ عددها 16,000 غارة، في حين أسفرت الغارات التي شنتها بريطانيا في العراق مستخدمة الطائرة دون طيار عن سقوط 242 قتيلًا في صفوف هذه الميليشيات المسلحة.
رغم كافة الهجمات التي شنها التحالف، إلا أن التنظيم ينتشر ويتوغل في معظم الدول العربية، في حين يقف التحالف الدولي عاجزًا عن تحقيق الهدف الذى انطلق من أجله.

شارك